الحراسة والدفاع المشكلة
بقدر ما نعرف مسبقا من هو نادر المياغري بتجربته غير الفائقة مع الأسود، بقدر ما نريد مشاهدة كريم فكروش أساسا لتعاين إقلاعه لأول مرة وننتـظر المستقبل الذي يجود علينا بحارس الزمان والمكان اللائق بالحراس العمالقة·· لكن المشكلة الكبرى تكمن في الدفاع أساسا وبخاصة في الجهة اليسرى للقدوري الذي فقد كثيرا من لمعانه، وأكثرها في متوسط الدفاع غير المنسجم بين الثنائي الرباطي ووادو، أما بصير فلا حديث عنه لأنه لاعب كبير في نظري بأقل الأخطاء·· لذلك فخطورة الدفاع تأتي من الجوانب المذكورة، ويصعب جدا أن نثق في لاعبين يلعبون برجل واحدة وضعاف في الجاهزية البدنية مع غياب السرعة في المصادرة·· والدليل أن أكثر الأهداف سجلت في نصف المعترك الأيسر المغربي خلال كأس إفريقيا الأخيرة·· وربما تكون اختيارات رجال الدفاع غير وازنة على الإطلاق بلا ضرب في مؤهلات المخطئين عادة·· لأن الفريق الوطني أساسا ليس بحاجة إلى العاطفة والزمالة والصداقة، بل بحاجة إلى صلابة وقوة أمهر المدافعين·· ودفاعنا لم يكن منذ أربع سنوات من تونس إلى اليوم بهذه الفضاعة··
بروفة اختبارية
قد تكون المواجهة البلجيكية المغربية بنفس مواصفات فرنسا والمغرب سابقا في الإصرار على النصر والأداء والبهرجة، لكن ما يهم هو كيفية أن نربح الخلاصة من الإختيارات التي فرضها الزاكي أولا بجيل بقي منه الآن 12 لاعبا، ثم عاث فيها فيليب تروسيي بجيش عرمرم وفوضوي، ثم قدمها امحمد فاخر بمصر باختيارات إضافية، وزاد عليها هنري ميشيل ملحا آخر·· ما يعني أن المنتخب المغربي منذ أربع سنوات لف أكثر من 80 لاعبا دون أن نجد فريقا وطنيا مثاليا في كل شيء، قبل أن يأتي فتحي جمال ليضيف 11 لاعبا جديدا في واحدة من الـظواهر الغريبة التي تجرفها الإقصاءات بتغييرات تقنية لمدربين وباختيارات كل وعقله وفكره ونهجه·
كتب: محمد فؤاد
البرنامج
- الأربعاء 26 مارس 2008
بلجيكا، ملعب الملك بودوان (س19 و45): بلجيكا - المغرب
نجم المنتخب البلجيكي
مروان فلايني
للاعب مروان حكاية من نوع خاص مع ألوان المنتخب البلجيكي، ذلك أنه حسم اختياره بعد طول تفكير جعله يعيش مخاضا وامتحانا نفسيا رهيبا على ضوء أنه كان موضوع بين نداء العقل والقلب بعدما ألح عليه مهاجرون مغاربة لحمل قميص أسود الأطلس قبل أن يختار الإنضمام لمنتخب البلد حيث أطلق صرخة الحياة وليس بلد الأهل·
فلايني حتى وهو يطرق أبواب الشياطين الحمر للمرة الأولى ومتأخرا عن بعض اللاعبين المخضرمين، حتى وهو يضم في رصيده (8 مباريات دولية) فقط، فإنه استطاع أن يسرق الأضواء وأن يصبح أبرز نجوم المنتخب الذين يرموزون للمرحلة المقبلة التي يرى فيها فاندريخن مرحلة التشبيب وكسب رهانات مونديال2011·· فلايني المزداد في 22 نونبر 1987، لاعب بمقاسات استثنائية تؤهله لمهام مزدوجة بين كاسحة ألغام في خط الوسط ومدافع متأخر بألف رئة·· انضمامه لسطاندار دو لييج سنة 2005 قادما من شارلوروا شكل بالنسبة إليه نقله نوعية في مساره الإحترافي، وأقصي في الدور الثالث لعصبة الأبطال الأوروبية ضد ستيوا بوخاريست الروماني، على أن تاريخ 13 ماي 2007 سيظل التاريخ الذي يمثل الكثير في حياة فلايني ابن حارس مرمى الرجاء >البورطيرو< كما كان يدعي ويلقب أواخر السبعينيات، لأنه مهد لأول حضور رسمي له بألوان الشياطين الحمر بعدما لعب للأولمبيين التي لعب معها كأس أوروبا بهولندا، كما أنه سجل هدفا واحدا ضد البرتغال في مشوار تصفيات اليورو 2008·
فلايني وهو ينازل أسود الأطلس هذه المرة أكيد أنه سيتذوق شعورا مختلفا ليتذكر أنه كان ذات يوم قريبا جدا من اللحاق بعرينه على عهد محمد فاخر قبل أن يجد نفسه خصما له·
فلايني نجم منتخب بلجيكا عينة أخرى ونموذج آخر للاعب لم يتم تدبير أمر احتوائه جيدا لينضم لقائمة الخصوم بدل الذين يدافعون عن ألوان الأسود·