ارتبط إسم الحارس حمزة بودلال بفريق أولمبيك خريبكة وهو الذي تدرج عبر فئاته إلى أن إشتد عوده وبات قطعة غيار رسمية داخل عرين الفريق الفوسفاطي، ولم يخيب الحارس المعروف بتسريحة شعره ظن كل الذين تنبأوا له بمستقبل ناجح إذ أضحى أحد أفضل الحراس الذين يؤثتون فضاء البطولة الوطنية، لذلك تأتي المناداة عليه للمنتخب المغربي عبارة عن شهادة اعتراف لمجهودات حارس تألق مع فريقه أولمبيك خريبكة في إنتظار المزيد ، وهو ما يكشف عليه في هذا الحوار الصريح·
المنتخب: بداية تم إستدعاؤك لأول مرة إلى عرين المنتخب الوطني، أي شعور خالجك مباشرة بعد تلقيك الدعوة؟
- حمزة بودلال : >هو شعور لا يوصف، شعور أي لاعب يتلقى لأول مرة دعوة حمل القميص الوطني ، طبعا تجدني جد مسرور لدخول هذه التجربة التي لا تضاهيها أي تجارب في مشوار لاعب كرة القدم الذي يبقى حلمه الكبير هو تمثيل منتخب بلده في المحافل الدولية، أنا اليوم أعيش أزهى الأيام بعدما حققت أحد الأحلام التي راودتني منذ الطفولة<
المنتخب: ماذا تمثل لك دعوة المنتخب الوطني في هذه الظرفية؟
ـ حمزة بودلال: >في الواقع إلى جانب السرور الذي يخالجني ، فإن الدعوة أعتبرها تكليفا وليس تشريفا لأنها طوقتني بمسؤوليات مضاعفة، اليوم أنا أحمل صفة الدولية وهناك أشخاص وضعوا في إمكانياتي الثقة، وعندما يحظى أي لاعب بشرف تمثيل الكرة المغربية عليه أن يحافظ على مستواه بل يطوره من الحسن إلى الأحسن إذ الأكيد أن الأضواء تسلط عليه والمطلوب أن يواصل مجهوداته ليظل أهلا للثقة، هذه الدعوة ستمنحني أيضا الحماس للمثابرة والمكابدة سواء في التداريب أوالمباريات للبقاء في الواجهة<·
المنتخب: هل باعتقادك أن دعوتك للمنتخب المغربي إنما جاءت في وقتها أم ترى أنها تأخرت؟
ـ حمزة بودلال : >في الواقع إنتظرت طويلا هذه الدعوة وكنت دائما أترقب اليوم الذي ستتاح أمامي الفرصة لدخول هذه التجربة، ولم ينل من عزيمتي هذا الإنتظار الطويل، لأني كنت دائما أجتهد في التداريب وأسعى للظهور بمظهر جيد في المباريات، لأن الصبر دائما يقود إلى النجاح والمهم بالنسبة لي هو المران الجيد والتألق وبعدها النتائج الإيجابية لابد أن تحقق إذا ما اجتهد الفرد، والخير يبقى في الأخير فيما إختاره الله<
المنتخب: هل كانت لهذه الدعوة علاقة بتراجع مستوى حراس البطولة التي أصبح كل المتتبعون يتحدثون عنها، أم أن تألقك في الفترة الأخيرة هو الدافع الرئيسي؟
ـ حمزة بودلال : >كما أكدت من قبل أني كنت أضع انضمامي إلى المنتخب الوطني ضمن الأهداف التي سطرت منذ مدة، وكنت متأكدا أن اليوم سيأتي لتحقيق هذا المطمح بفضل مجهوداتي وعطائي ومستواي بعيدا عن أسباب أخرى، فالكل يعرف أن بودلال اجتهد ووقع على مباريات من المستوى الرفيع، كما أني أحرس مرمى فريقا وازنا من قيمة أولمبيك خريبكة أحد أفضل الأندية في الدوري المغربي<
المنتخب : مررت بفترات حرجة الموسم الماضي ومع انطلاق هذا الموسم، لكنك تمكنت من إستعادة توهجك في الفترة الأخيرة ما السر في هذه النقلة؟
- حمزة بودلال :> صحيح مررت بفترات حرجة وابتعدت عن الميادين الموسم الماضي حيث وجدت نفسي حبيس دكة الإحتياط لفترة، ومع بداية هذا الموسم أيضا ابتعدت عن الميادين بعد سوء تفاهم في فترة الإستعدادات مع المدرب السابق فرانسو براتشي قبل أن أعود الى الفريق، وندرك أنه ليس أصعب من إبتعاد حارس المرمى عن المنافسة، لكن وكما يقال رب ضارة نافعة، لأن إبتعادي لقنني جملة من الدروس واستخلصت العبر وعدت بقوة إلى عرين أولمبيك خريبكة، بدليل أني حظيت اليوم بشرف حمل قميص الأسود، لأني صممت داخل قرارة نفسي العودة بقوة وتدارك ما ضاع<·
المنتخب: مباراة بلجيكا تبقى هي الأولى لك في مشوارك الرياضي، أكيد انها ستظل منقوشة في ذاكرتك وبنكهة خاصة؟
- حمزة بودلال : >فعلا مباراة سيبقى لها مذاقا خاصا لانها الأولى لي في مشواري الكروي، خاصة أن الكرة البلجيكية لها تاريخ عريق على الصعيد الأوروبي والعالمي وتحظى بسمعة طيبة، وسيكون أمرا رائعا أن أستهل مشاركتي أمام منتخب من طينة بلجيكا<·
المنتخب : تقنيا كيف ترى المحك البلجيكي يوم الأربعاء المقبل؟
- حمزة بودلال : >أكيد أنها مباراة جد صعبة ستجمعنا بمنتخب بلجيكي يعرف الكرة المغربية جيدا ويملك امتياز الأرض والجمهور، لكن المنتخب المغربي يملك هو الآخر كل الإمكانيات لتسجيل نتيجة إيجابية، والأسود عودونا دائما الظهور بمظهر جيد أمام المنتخبات الأوروبية، ثم إننا سنجد أنفسنا مدعمين بالجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، أتمنى أن نسجل نتيجة إيجابية حتى نعيد البسمة للجمهور المغربي<·
المنتخب : لكن المباراة تأتي في ظرفية غير مناسبة نظير المشاكل التي تعرف الكرة المغربية والخروج المذل من النهائيات الإفريقية؟
- حمزة بودلال : >فعلا المباراة تأتي في وقت حرج وندرك مدى المرارة التي يشعر بها الجمهور المغربي، ونحن اللاعبون نشعر بمدى المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونحن نواجه المنتخب البلجيكي، وحتى وإن كانت المباراة الودية تأتي في وقت حرج فإنها فرصة لمداواة الجراح وإعادة الثقة للاعبين وفرصة للمصالحة أيضا مع الجمهور المغربي، الذي أكيد ينتظر من الأسود نتيجة إيجابية تعيد التوازن للمنتخب المغربي<·
المنتخب : بل حتى غياب مدرب رسمي سيلقي بظلاله على نفسية اللاعبين ؟
- حمزة بودلال : >لا أعتقد لأن كل اللاعبين همهم الوحيد هو الظهور بمظهر جيد والعودة بنتيجة إيجابية، المنتخب المغربي يحمل مسؤولية تشريف الكرة المغربية لأن اللاعب لا يتدخل في كل ما هو تقني بحكم أنه يبقى في الأخير مطالبا بإنجاز مهامه والدفاع عن القميص الوطني، وبهذه المعطيات سنواجه المنتخب البلجيكي<·
المنتخب : المنتخب المغربي غير جلدته وعرفت اللائحة وجوها عديدة تحضر لأول مرة ضمن عرين الأسود؟
- حمزة بودلال : >فعلا مجموعة من اللاعبين يلجون عرين الأسود لأول مرة، أكان على مستوى الأولمبيين أو المحليين، أعتقد أنها بادرة جد مشجعة تفتح المجال لكل لاعب تألق في مباراة تجريبية جد هامة، وهي بادرة جد طيبة منحت الفرص لمجموعة من اللاعبين لاستشراف المنتخب المغربي والوقوف على هذه التجربة التي تبقى مطمح كل لاعب يحلم بحمل القميص الوطني<·
المنتخب : لنعرج إلى فريقك أولمبيك خريبكة، هل تعتقد أن الفريق هذا الموسم قادر للمنافسة على الواجهات الثلاث؟
- حمزة بودلال : >أولمبيك خريبكة سيلعب على ثلاث واجهات، البطولة المحلية، والكأس ودوري أبطال إفريقيا، يجب العلم أن الفريق الفوسفطي بات مطالبا بالتأقلم مع مثل هذه الأجواء بعدما دخل بوابة الكبار واكتسب ثقافة الألقاب، ونحن أيضا اللاعبون استأنسنا مع الأجواء خاصة بعد أن حققنا الموسم الماضي لقبين، وهذا الموسم سننافس أيضا على الألقاب، والأولمبيك قادر على كسب الرهان رغم صعوبة المنافسة على الواجهات الثلاث<·
المنتخب : ومع ذلك تبقى للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا نكهة خاصة بحكم أن الفريق الخريبكي هو ممثل الكرة المغربية الوحيد في المنافسة؟
- حمزة بودلال : >بعد خروج الجيش من الدور التمهيدي، بقي أولمبيك خريبكة وحيدا في المنافسة، أكيد أنها مسؤولية لاتبدو سهلة نظير الأندية التي تؤثث فضاء المسابقة والعراقيل التي تعرف طريقها والأكيد أن حلاوتها إنما تبقى من خلال مشاركتنا الأولى في تاريخ الفريق، نتمنى إذن يكون أولمبيك خريبكة أفضل سفير للكرة المغربية ويحقق أفضل النتائج التي تخول لنا الذهاب بعيدا في المسابقة<·
المنتخب : مع أن أولمبيك خريبكة تراجع مستواه مقارنة بالموسم الماضي؟
- حمزة بودلال :> شيء طبيعي أن نمر من فترة فراغ ويتراجع مستوانا شيئا ما، نظير المجهود الذي قدمنا الموسم الماضي، حيث دب العياء إلى نفوس اللاعبين وأثر سلبا على لياقتهم، ثم أن المتغيرات التقنية أثرت أيضا على مستوانا بعد رحيل المدرب مصطفى مديح، وبعده الفرنسي فرانسوا براتشي، ومع ذلك فإن الأولمبيك لم يتأثر كثيرا بهذا التراجع بدليل أننا لازلنا في سباق المنافسة على لقب البطولة الوطنية والكأس، وأملنا أن نستعيد توهجها الكامل في المرحلة المقبلة<·
المنتخب : هل يبقى فريق أولمبيك خريبكة آخر طموحات حمزة بودلال·· أم أن هناك أهدافا لازلت تحلم بتحقيقها؟
- حمزة بودلال : >طبعا لاعب كرة القدم لابد ألا يتوقف طموحه عند محطة واحدة لتسلق سلاليم المجد ومعانقة الألقاب، من جانبي تحدوني الرغبة لدخول تجربة احترافية لتحسين وضعيتي الإجتماعية وكذا التقنية، إذ أشعر أني قدمت كل ما في وسعي للفريق الذي تربيت بين أحضانه وحققت معه جملة من الأحلام، وأنا لا أعارض تغيير الأجواء إذا ما كان الفريق الذي أنتقل أفضل من أولمبيك خريبكة<·
المنتخب : هل توصلت بعروض بعد كل هذا التألق؟
- حمزة بودلال : >لا أخفي أني لم أتوصل بأي عرض رسمي ولم يتصل بي أي فريق من خارج الأرض، ولربما أن العروض يتم التستر عليها ولا تصلني مباشرة، على العموم أنا أركز على مستواي وأحاول دائما أن أحافظ على صورتي وأظهر بالشكل المطلوب في المباريات، أما العروض فإن هي أتت فإني سأرحب بها خاصة إذا كانت أفضل من أولمبيك خريبكة<·