موسم الفتح الرغامي .. !
أُقيم بهِ أصلُ الفخار ِ وفرعُهُ .. !
**
- إنتهى الموسم الإنجليزي بـ لاجديد من حيث تراتبية القوى الشرائية / مانشستر / تشيلسي / الأرسنال / ليفربول . وإن كان الأخير لم ينعم حتى الآن بـ ماقلته مجازا ً عنه لكنه هكذا اصطبغ في هذا الموسم مع رئاسة أتت من شارع خلفي أو ممر خلفي لـ قصر عظيم .. ! . بدأ الموسم بـ رافا وفتيانه وظروفهم المعتادة بـ تحسن طفيف أو موضعي في جسده المُتعب وكان هذا التحسن بـ توريس وبابل .. ! . وكانت الإنطلاقة أمام استون فيلا في ملعبهم الصعب ، وكانت الإنطلاقة المغايرة عن ماسبق من مواسم البؤس .. ! .. بـ حيث فاز الليفر في الوقت القاتل بـ نقاط اللقاء الثلاث من قدم الجنرال / جيرارد لـ يعلن عن ظهور مغاير للريدز ويطلق بـ ذلك جرس إنذار لـ قارعة طريق جديدة لـ البريميرليغ .. ! . تقدم ليفربول شيئا ً فـ شيئا ً حتى تصدر لأول مرة منذ مواسم ، وبدأت التهاليل تأخذ بـ الإرتفاع ، وبدأت المؤشرات التفاؤلية ترتفع حتى وصلت معدلات لم تكن في خيال أكبر المتفائلين قبيل بداية الموسم .. ! . كان الفريق ورتمه يوحيان بـ ذلك أيضا ً حيث دبت السرعه والحركية في أداء الفريق كما لم يكن في السابق .. ! ، وشعر المشجع الليفربولي أن ثمة تغيّر حدث من شأنه أن يرسم ألف لوحة لـ أمل طال انتظاره وقراره .. ! . كل الامور كانت تتصاعد بـ شكل مبهج حتى ظهر علينا تصريح المأفون / هيكس والذي وجهه لـ سيده / رافا بينيتيز بـ حدّة ٍ عندما قال : ( دع عنك الصفقات واهتم بـ فريقك ) .. ! . هذا التصريح كان نقطة التحول إلى الأسفل في كل شيء بدءا ً من خطط رافا في سوق يناير الذي اعتبره أنا العبد الفقير إلى الله حجر زاوية أي فريق يريد تحقيق البريميرليغ المرهق والصعب .. ! ، ومرورا ً بـ نفسيات اللاعبين المتعطشين لـ هذه البطولة كـ جيرارد وكاراجر وهيبيا ركائز وأعمدة الفريق الأسطوري .. ! ، وانتهاءا ً بـ خفوت بريق الأمل في نفوس الأنصار في الكوب .. ! . وتوالت بعده وبـ شكل طبيعي النتائج القاتله لـ مسيرة الفريق في البطولة ، وبدأ ليفربول في مرحلة النزيف النقطي ، وأمام فرق متهالكة.. ! .
وبـ طبيعة الحال مايؤثر على الداخل يظهر جليّا ً على الخارج .. ! . فـ كانت النتائج عكسية وقاتلة على ليفربول في رحلته الأوروبية حيث توالى النزيف النقطي في مجموعته الأوروبية حتى وصل به الأمر أن احتل المركز الأخير في ترتيب المجموعة التي تضم بورتو / مارسيليا / بشكتاش .. ! . ومن هنا بدأت الصحافة الصفراء وبـ مباركة صمت من / هيكس عراب الخراب لعبتها في التأثير على رافا وذلك بـ نشرها لـ الأخبار التي رأت أنها أكبر وسيلة ضغط على بينيتيز حتى تفقده السيطرة على الفريق .. ! ، وظهرت لنا اسطوانة كلينزمان واجتماعه بـ هيكس لـ تولي زمام ليفربول بدلا ً عن رافا .. ! ، وتواترت هكذا أخبار مسمومة لـ تسوم وهكذا رأى أصحابها .. العذاب لـ رافا ولـ ليفربول .. ! .. ولكن هيهات وماابتغوا .. ! . يريدون سقوط الفيلسوف لكنهم أخطئوا الوجهه وأخطئوا الهدف .. ! ، فـ ليس بـ رافا من يسقط وإن أصيب .. ! . وأخذ رافا يلملم جراح الفريق ، وعاد الدكتور الهادىء إلى مااعتاد عليه بعد أن أنكشف الوجه الغربي عن قبح .. ! .. فـ فتح بينيتيز حقيبته وأحدث فتحا ً رغاميا ً في مجرى تنفس ليفربول .. ! . ووضع يد الحمر خلف رقبته وشرع في النهوض به من جديد .. ! . فـ انتفض وصرخ صرخة الموت وهو يسير بـ هذا الجسد الجريح عكازا ً .. ! . وبدأت مرحلة ( الطزيّات ) التي كانت تسير بخطين متوازيين في السير ومختلفين في المعدن بـ حيث كان رافا وليفربول يردون الدين الأوروبي في مرحلة الإياب وبـ نتائج ساحقة ، وفي ذات الوقت كان هيكس يعطي حدا ً لـ رافا قبيل لقاء المانيو .. ! . لم يأبه له رافا ولا اللاعبون بل كانت النتائج خير رد ٍ عليه ، وأتى دور الجمهور الليفربولي الأصيل في قلب الطاولة في وجهي القبح / هيكس جيليت .. ! ، وبدأت المناهضة الشرسة ، والتي وصل بها الأمر إلى التهديد بـ القتل لـ جيليت وعائلته من جانب .. ! ، وضرب إبن هيكس من جانب آخر .. ! . وهنا أخذ رافا يحقق النصر تلو الآخر ، وبـ أنفة الحمر حتى حسم مسألة الصعود لـ دور الـ 16 الأوروبي .. ! .
وعند هذا الحد من عمر الموسم .. انقلبت الأمور رأسا ً على عقب .. ! . بـ حيث أصبح رافا هو رئيس النادي والمسيّر له وأعضاء مجلس ادارته مكون من 45 ألف من جماهير الـ أنفيلد الأبي .. ! . وأخذ هيكس يفقد سطوته قطعة ً قطعة وبـ اسلوب إستربتيزي مثير لـ الضحك والقهر في آن .. ! ، ودب الإنقسام بينه وبين وجهه الأخر / جيليت الذي أخذ تهديدات الجمهور الليفربولي على محمل الجد .. ! ، وبدا أكثر مرونة ً وقابلية ً على بيع حصته لـ المستميت القادم من الشرق / شركة دبي القابضة .. ! . وأخذت الامور فيما بين هذه الشلة التعسة بـ الدوران لـ تعكس الإحباط المحلي مابين بند ٍ وبند ومابين ميثاق ٍ وآخر تماما ً كـ لعبة الكراسي الموسيقية .. ! . وفي ظل هذه المعطيات القاتلة كان من الواضح أن تطلع الفريق لـ بطولة البريمير ليغ قد أخذ بـ الإنطفاء رويدا ً رويدا ً في هذا الظلام الحالك .. ! . حيث أن طيور يناير قد طارت بـ أرزاقها وحصّن الآخرون فرقهم بـ لاعبي النفس الأخير من منعطف السر وحجر الزاوية / السوق الينايري .. لـ من يرغب في تحقيق هكذا بطولة شاقة وأشبه ماتكون بـ سباق التتابع .. ! . وبدأت الفضائح تترى من حيث شراء النادي بـ القروض ، وكذلك نجميه / توريس وبابل .. ! ، بل وتعدا الأمر إلى فضيحة البنك الذي لوح بـ بيعهما مالم يتم تسديد القرض .. ! . وإن ظهرت فيما بعد أنها إشاعة إلا أنها كانت ذا مفعول عكسي ومدمر على الفريق في حينها .. ! . واتضحت الأمور أكثر لـ رافا بعد أن ( صحصح ) بـ فريقه من كبوة النتائج المتردية في البريمير ليغ ، وبدأت مرحلة النتائج المظفرة بـ فريق من وجه واحد لابطانة تسنده إلا أن هكذا جهد فردي وبـ فريق يتنفس رغاميا ً لابد له أن يقف على حد فاصل فـ رأى رافا أن فريقه ينافس على حجز المركز المؤهل لـ بطولة ثمينة كـ التشامبيونزليغ في الموسم القادم ، وفي ذات الوقت دخل في مرحلة التصادم الشرس من عمر البطولة ذاتها . فـ كانت الحرب على جبهتين شرستين قاتلتين بـ لا هوادة و بـ لا دكة تريح وترجح بـ الفريق .. ! .
ويالها من حظوظ ويالها من ضغوط .. ! . فـ كان من الطبيعي أن يؤثر شيء على شيء .. ! . وكانت هكذا بـ الفعل بـ حيث أن ليفربول أقصى الإنتر الرهيب ، وقابله الجنرز الصعب فـ ألحقه بـ الإنتر ، حتى أتت محطة تشيلسي في دور الأربعة فـ كان لابد لـ التفاصيل الصغيرة أن تفرض منطقها القاتل فـ كان لـ رأسية ريزا القاتلة في توقيتها الحكم القاسي في البدء بـ توديع ملوك أوروبا لـ بطولتهم المفضلة إلى جانب إصابة اوريليو اللعينة والجهد المبذول لـ ليفربول على جبهتي الموت أمام تشيلسي المدجج بـ كل دعائم اللعب على اكثر من بطولة .. ! .. بـ حيث انه اشترى / انيلكا بـ 14 مليون جنيه في ظل غياب دروغبا وكالو لـ فترة شهر واحد في بطولة أمم أفريقيا .. ! ، وهو الذي يضم في جنباته / شفشينكو وبيتزارو .. ! . وعلى هذا الأساس رأيناه نافس مانشستر على البريميرليغ حتى آخر يوم .. ! ، وهو الذي سـ يقابله أيضا ً في نهائي موسكو .. ! . واصل تشيلسي منافسته هذه لأنه تحرك في سوق يناير وكشف سر فيرغسون الكبير عندما حقق البطولة في العام الماضي بـ فضل شرائة لـ الهداف الكبير والذكي اسطورة السويد / لارسون الذي عبر به الشهرين الحاسمين بعد يناير.. ! . هذا السر الذي يعرفه رافا جيدا ً لكن لاحياة لـ من تنادي .. ! . والآن بعد أن انتهت الأمور وآلت إلى ماآلت إليه نرى أن وضع ملكية النادي لايزال في حفرة السوء ولاجديد في دائرة التزمت وأطانيب المتحفز .. ! . فـ الأول يحدد بناء الملعب .. ! ، والثاني أرهقنا بـ عملية الوقت .. ! . وبـ طبيعة الحال وبعد انتهاء الموسم كل يوم يمر يزيد من حالة الإحباط ويرجىء عملية انتشال النادي وضخ الفيتامينات الـ لازمة لـ جوانب الضعف في جسد الفريق الذي يحتاج ويحتاج حتى يكسر الفارق اللعين بينه وبين المراكز الثلاث الأولى ، والمركز الأول تحديدا ً .. ! . والمؤلم أنه لاحراك يوحي بخير فـ نحن نحاول أن نسد ثغرات الوجه الأول لـ الفريق في حين نجد الآخرين يدعمون الوجه الثاني / دكة الإحتياط بـ ما لذ وطاب من مواهب نجوم الكرة العالمية .. ! .
لاحظوا درجة الرفاهية لدى فيرغسون .. ودققوا معي إلى أين وصلت الأمور لديه أو كيف تزيد المادة المتاحة من قدراته على التفكير والتخطيط وتوقع مالم يُتوقع .. ! . هو يفكر في حدوث المستحيل او لـ أخفف الكلمة واقول هو يفكر في حدوث مالم يكن في الحسبان وهو أن يُسرق كريستيان رونالدو في غمضة عين .. ! .. لم يرق له مجرد التفكير هذا وأتى بـ تفسير هذا الحلم المزعج والذي لم يكن إلا اضغاثا ً .. ! .. وتعاقد مع / ناني .. بديل رونالدو الثابت أصلا ً .. ! .. لكي لايترك مجالا ً لـ الصدف ويجنب فريقة التعرض لـ هوة من شأنها أن تؤخر تحركه موسما ً .. ! . وكذلك الحال ذاته مع سكولز وكابوس الإعتزال فـ ضم على الفور هاريجريفز واندرسون .. ! . هذا المثال لـ الذكر ولـ التدليل والتوضيح على آلية الوجه الأول والوجه الثاني .. مانعاني منه ، وماهم عليه .. ! . ماأقصده من خلال هذه الفقرة أننا في سباق شرس مع الوقت ، وكل يوم يفوت بـ لا طائل لاشك أنه يقلل من فرص نجاح الفريق على الأمد المنظور إن لم يكن البعيد .. ! . ولـ ذلك وعلى هذا الأساس وجد المناضل رافا نفسه في حيرة لامناص من إيجاد حل ٍ لها .. ! ، ولو كلفه الأمر أن يتجرع العلقم .. ! .. وبـ فطنة ونباهة ٍ عاليتين رأى أن جدلية الكاوبوي سرمدية مالم يحدث الله أمرا ً .. ! .. فـ اتجه لـ تدعيم الفريق الشاب بـ المواهب الفذة الغائبة عن أعين الآخرين ، وبدأ رحلة النهوض المرحلي حبا ً في هذا النادي وجمهوره الأصيل . وبـ نبل الفرسان النابذين لـ بريق الذات .. أخذ على عاتقة رفد النجم تلو الآخر حتى يرد دين الحب الذي ترتب عليه من هذه الجماهير الأسطورية ، ويحقق لهم مايتطلعون إليه من أحلام حتما ً سـ ترى النور إما في زمنه أو زمن من يأتي بعده ، وهو بـ هذا الأمر يسدد فاتورة الحب بـ بطاقة سحب الصبر .. ! . وهو الذي في غنى عن هذا المرار كله إذا مارأينا العروض التي تغويه بـ المال الطاغي من أندية عيون المال كـ الريال والإنتر والبايرن والبارسا . لكنه الحب والوفاء والإخلاص والصدق في العمل والرسالة .. ! .
هذا المناضل الهادىء أراه كـ اسطورة يفوق ويتجاوز بـ مراحل كبيرة " تشي غيفارا " اسطورة النضال اللاتيني .. ! ، ولا أبالغ في ذلك فـ غيفارا عندما رحل لـ النضال في أفريقيا / الكونجو فشل سريعا ً ولم يقنع أهلها بـ أهدافه واطروحاته وفر إلى دياره .. ! . تختلف الآلية بينهما لكنهما يتفقان في النضال .. فـ رافا ناضل ويناضل ولايزال .. ! ، وهو الذي حارب الدنيا من أجل ليفربول ، وليفربول منذ أن نشأ وهو يحارب الدنيا بـ وتيرة ترتفع كلما تقادمت السنون .. ! .. ولا يساورني شكا ً أن هذا الزمن الذي يحارب به رافا بلغ ذروته من القسوة والشراسة .. ! ، ولم ولن يمر على من سـ يأتي من عمر ليفربول القادم مثيلا ً له .. ! . لـ ذلك كان رافا اسطورة نضال لن تتكرر وسـ يخلدها تاريخ الحمر والمناضلين .. ! . ليس بـ وسعنا سوى الصبر اسوة ً بـ تكنيك دكتورنا بينيتيز .. ! . لـ ننتظر ونرى لعلنا نرى ليفربول يتنفس تنفسا ً طبيعيا ً بـ رئتين صحيحتين ، وينتهي زمن الفتح الرغامي والتنفس عبر أنبوب يمر من خلاله فريقنا زحفا ً وآمالنا وأحلامنا قهرا .. ! . ولعل لـ وجودنا في التشامبيونزليغ القادم بعض عزاء عن موسم تكالبت به الظروف وكشرت عن أنياب حادة أوغلت في تمزيق جسد ليفربول وكادت أن تودي به لولا أن قيض الله هذا الفيلسوف الذي انتزع الأنياب وحطمها على صخرة صبره العظيمة وحنكته الممتدة وبصيرته النافذة .. ! . إنتهى الموسم بـ النسبة لنا نحن عشاق ملوك أوروبا والحمد لله على كل حال .. ! . والصبر وإن طال سـ يكون له فرجا ً تطغى حلاوته على ذاكرة المرار لـ يستحيل المشهد .. شهدا ً في روح كل ليفربولي أصيل . يعيش ليفربول ويعيشون عشاقه بـ الظفر والعزة ِ والسؤدد .. ! .
أُقيم بهِ أصلُ الفخار ِ وفرعُهُ .. !
**
- إنتهى الموسم الإنجليزي بـ لاجديد من حيث تراتبية القوى الشرائية / مانشستر / تشيلسي / الأرسنال / ليفربول . وإن كان الأخير لم ينعم حتى الآن بـ ماقلته مجازا ً عنه لكنه هكذا اصطبغ في هذا الموسم مع رئاسة أتت من شارع خلفي أو ممر خلفي لـ قصر عظيم .. ! . بدأ الموسم بـ رافا وفتيانه وظروفهم المعتادة بـ تحسن طفيف أو موضعي في جسده المُتعب وكان هذا التحسن بـ توريس وبابل .. ! . وكانت الإنطلاقة أمام استون فيلا في ملعبهم الصعب ، وكانت الإنطلاقة المغايرة عن ماسبق من مواسم البؤس .. ! .. بـ حيث فاز الليفر في الوقت القاتل بـ نقاط اللقاء الثلاث من قدم الجنرال / جيرارد لـ يعلن عن ظهور مغاير للريدز ويطلق بـ ذلك جرس إنذار لـ قارعة طريق جديدة لـ البريميرليغ .. ! . تقدم ليفربول شيئا ً فـ شيئا ً حتى تصدر لأول مرة منذ مواسم ، وبدأت التهاليل تأخذ بـ الإرتفاع ، وبدأت المؤشرات التفاؤلية ترتفع حتى وصلت معدلات لم تكن في خيال أكبر المتفائلين قبيل بداية الموسم .. ! . كان الفريق ورتمه يوحيان بـ ذلك أيضا ً حيث دبت السرعه والحركية في أداء الفريق كما لم يكن في السابق .. ! ، وشعر المشجع الليفربولي أن ثمة تغيّر حدث من شأنه أن يرسم ألف لوحة لـ أمل طال انتظاره وقراره .. ! . كل الامور كانت تتصاعد بـ شكل مبهج حتى ظهر علينا تصريح المأفون / هيكس والذي وجهه لـ سيده / رافا بينيتيز بـ حدّة ٍ عندما قال : ( دع عنك الصفقات واهتم بـ فريقك ) .. ! . هذا التصريح كان نقطة التحول إلى الأسفل في كل شيء بدءا ً من خطط رافا في سوق يناير الذي اعتبره أنا العبد الفقير إلى الله حجر زاوية أي فريق يريد تحقيق البريميرليغ المرهق والصعب .. ! ، ومرورا ً بـ نفسيات اللاعبين المتعطشين لـ هذه البطولة كـ جيرارد وكاراجر وهيبيا ركائز وأعمدة الفريق الأسطوري .. ! ، وانتهاءا ً بـ خفوت بريق الأمل في نفوس الأنصار في الكوب .. ! . وتوالت بعده وبـ شكل طبيعي النتائج القاتله لـ مسيرة الفريق في البطولة ، وبدأ ليفربول في مرحلة النزيف النقطي ، وأمام فرق متهالكة.. ! .
وبـ طبيعة الحال مايؤثر على الداخل يظهر جليّا ً على الخارج .. ! . فـ كانت النتائج عكسية وقاتلة على ليفربول في رحلته الأوروبية حيث توالى النزيف النقطي في مجموعته الأوروبية حتى وصل به الأمر أن احتل المركز الأخير في ترتيب المجموعة التي تضم بورتو / مارسيليا / بشكتاش .. ! . ومن هنا بدأت الصحافة الصفراء وبـ مباركة صمت من / هيكس عراب الخراب لعبتها في التأثير على رافا وذلك بـ نشرها لـ الأخبار التي رأت أنها أكبر وسيلة ضغط على بينيتيز حتى تفقده السيطرة على الفريق .. ! ، وظهرت لنا اسطوانة كلينزمان واجتماعه بـ هيكس لـ تولي زمام ليفربول بدلا ً عن رافا .. ! ، وتواترت هكذا أخبار مسمومة لـ تسوم وهكذا رأى أصحابها .. العذاب لـ رافا ولـ ليفربول .. ! .. ولكن هيهات وماابتغوا .. ! . يريدون سقوط الفيلسوف لكنهم أخطئوا الوجهه وأخطئوا الهدف .. ! ، فـ ليس بـ رافا من يسقط وإن أصيب .. ! . وأخذ رافا يلملم جراح الفريق ، وعاد الدكتور الهادىء إلى مااعتاد عليه بعد أن أنكشف الوجه الغربي عن قبح .. ! .. فـ فتح بينيتيز حقيبته وأحدث فتحا ً رغاميا ً في مجرى تنفس ليفربول .. ! . ووضع يد الحمر خلف رقبته وشرع في النهوض به من جديد .. ! . فـ انتفض وصرخ صرخة الموت وهو يسير بـ هذا الجسد الجريح عكازا ً .. ! . وبدأت مرحلة ( الطزيّات ) التي كانت تسير بخطين متوازيين في السير ومختلفين في المعدن بـ حيث كان رافا وليفربول يردون الدين الأوروبي في مرحلة الإياب وبـ نتائج ساحقة ، وفي ذات الوقت كان هيكس يعطي حدا ً لـ رافا قبيل لقاء المانيو .. ! . لم يأبه له رافا ولا اللاعبون بل كانت النتائج خير رد ٍ عليه ، وأتى دور الجمهور الليفربولي الأصيل في قلب الطاولة في وجهي القبح / هيكس جيليت .. ! ، وبدأت المناهضة الشرسة ، والتي وصل بها الأمر إلى التهديد بـ القتل لـ جيليت وعائلته من جانب .. ! ، وضرب إبن هيكس من جانب آخر .. ! . وهنا أخذ رافا يحقق النصر تلو الآخر ، وبـ أنفة الحمر حتى حسم مسألة الصعود لـ دور الـ 16 الأوروبي .. ! .
وعند هذا الحد من عمر الموسم .. انقلبت الأمور رأسا ً على عقب .. ! . بـ حيث أصبح رافا هو رئيس النادي والمسيّر له وأعضاء مجلس ادارته مكون من 45 ألف من جماهير الـ أنفيلد الأبي .. ! . وأخذ هيكس يفقد سطوته قطعة ً قطعة وبـ اسلوب إستربتيزي مثير لـ الضحك والقهر في آن .. ! ، ودب الإنقسام بينه وبين وجهه الأخر / جيليت الذي أخذ تهديدات الجمهور الليفربولي على محمل الجد .. ! ، وبدا أكثر مرونة ً وقابلية ً على بيع حصته لـ المستميت القادم من الشرق / شركة دبي القابضة .. ! . وأخذت الامور فيما بين هذه الشلة التعسة بـ الدوران لـ تعكس الإحباط المحلي مابين بند ٍ وبند ومابين ميثاق ٍ وآخر تماما ً كـ لعبة الكراسي الموسيقية .. ! . وفي ظل هذه المعطيات القاتلة كان من الواضح أن تطلع الفريق لـ بطولة البريمير ليغ قد أخذ بـ الإنطفاء رويدا ً رويدا ً في هذا الظلام الحالك .. ! . حيث أن طيور يناير قد طارت بـ أرزاقها وحصّن الآخرون فرقهم بـ لاعبي النفس الأخير من منعطف السر وحجر الزاوية / السوق الينايري .. لـ من يرغب في تحقيق هكذا بطولة شاقة وأشبه ماتكون بـ سباق التتابع .. ! . وبدأت الفضائح تترى من حيث شراء النادي بـ القروض ، وكذلك نجميه / توريس وبابل .. ! ، بل وتعدا الأمر إلى فضيحة البنك الذي لوح بـ بيعهما مالم يتم تسديد القرض .. ! . وإن ظهرت فيما بعد أنها إشاعة إلا أنها كانت ذا مفعول عكسي ومدمر على الفريق في حينها .. ! . واتضحت الأمور أكثر لـ رافا بعد أن ( صحصح ) بـ فريقه من كبوة النتائج المتردية في البريمير ليغ ، وبدأت مرحلة النتائج المظفرة بـ فريق من وجه واحد لابطانة تسنده إلا أن هكذا جهد فردي وبـ فريق يتنفس رغاميا ً لابد له أن يقف على حد فاصل فـ رأى رافا أن فريقه ينافس على حجز المركز المؤهل لـ بطولة ثمينة كـ التشامبيونزليغ في الموسم القادم ، وفي ذات الوقت دخل في مرحلة التصادم الشرس من عمر البطولة ذاتها . فـ كانت الحرب على جبهتين شرستين قاتلتين بـ لا هوادة و بـ لا دكة تريح وترجح بـ الفريق .. ! .
ويالها من حظوظ ويالها من ضغوط .. ! . فـ كان من الطبيعي أن يؤثر شيء على شيء .. ! . وكانت هكذا بـ الفعل بـ حيث أن ليفربول أقصى الإنتر الرهيب ، وقابله الجنرز الصعب فـ ألحقه بـ الإنتر ، حتى أتت محطة تشيلسي في دور الأربعة فـ كان لابد لـ التفاصيل الصغيرة أن تفرض منطقها القاتل فـ كان لـ رأسية ريزا القاتلة في توقيتها الحكم القاسي في البدء بـ توديع ملوك أوروبا لـ بطولتهم المفضلة إلى جانب إصابة اوريليو اللعينة والجهد المبذول لـ ليفربول على جبهتي الموت أمام تشيلسي المدجج بـ كل دعائم اللعب على اكثر من بطولة .. ! .. بـ حيث انه اشترى / انيلكا بـ 14 مليون جنيه في ظل غياب دروغبا وكالو لـ فترة شهر واحد في بطولة أمم أفريقيا .. ! ، وهو الذي يضم في جنباته / شفشينكو وبيتزارو .. ! . وعلى هذا الأساس رأيناه نافس مانشستر على البريميرليغ حتى آخر يوم .. ! ، وهو الذي سـ يقابله أيضا ً في نهائي موسكو .. ! . واصل تشيلسي منافسته هذه لأنه تحرك في سوق يناير وكشف سر فيرغسون الكبير عندما حقق البطولة في العام الماضي بـ فضل شرائة لـ الهداف الكبير والذكي اسطورة السويد / لارسون الذي عبر به الشهرين الحاسمين بعد يناير.. ! . هذا السر الذي يعرفه رافا جيدا ً لكن لاحياة لـ من تنادي .. ! . والآن بعد أن انتهت الأمور وآلت إلى ماآلت إليه نرى أن وضع ملكية النادي لايزال في حفرة السوء ولاجديد في دائرة التزمت وأطانيب المتحفز .. ! . فـ الأول يحدد بناء الملعب .. ! ، والثاني أرهقنا بـ عملية الوقت .. ! . وبـ طبيعة الحال وبعد انتهاء الموسم كل يوم يمر يزيد من حالة الإحباط ويرجىء عملية انتشال النادي وضخ الفيتامينات الـ لازمة لـ جوانب الضعف في جسد الفريق الذي يحتاج ويحتاج حتى يكسر الفارق اللعين بينه وبين المراكز الثلاث الأولى ، والمركز الأول تحديدا ً .. ! . والمؤلم أنه لاحراك يوحي بخير فـ نحن نحاول أن نسد ثغرات الوجه الأول لـ الفريق في حين نجد الآخرين يدعمون الوجه الثاني / دكة الإحتياط بـ ما لذ وطاب من مواهب نجوم الكرة العالمية .. ! .
لاحظوا درجة الرفاهية لدى فيرغسون .. ودققوا معي إلى أين وصلت الأمور لديه أو كيف تزيد المادة المتاحة من قدراته على التفكير والتخطيط وتوقع مالم يُتوقع .. ! . هو يفكر في حدوث المستحيل او لـ أخفف الكلمة واقول هو يفكر في حدوث مالم يكن في الحسبان وهو أن يُسرق كريستيان رونالدو في غمضة عين .. ! .. لم يرق له مجرد التفكير هذا وأتى بـ تفسير هذا الحلم المزعج والذي لم يكن إلا اضغاثا ً .. ! .. وتعاقد مع / ناني .. بديل رونالدو الثابت أصلا ً .. ! .. لكي لايترك مجالا ً لـ الصدف ويجنب فريقة التعرض لـ هوة من شأنها أن تؤخر تحركه موسما ً .. ! . وكذلك الحال ذاته مع سكولز وكابوس الإعتزال فـ ضم على الفور هاريجريفز واندرسون .. ! . هذا المثال لـ الذكر ولـ التدليل والتوضيح على آلية الوجه الأول والوجه الثاني .. مانعاني منه ، وماهم عليه .. ! . ماأقصده من خلال هذه الفقرة أننا في سباق شرس مع الوقت ، وكل يوم يفوت بـ لا طائل لاشك أنه يقلل من فرص نجاح الفريق على الأمد المنظور إن لم يكن البعيد .. ! . ولـ ذلك وعلى هذا الأساس وجد المناضل رافا نفسه في حيرة لامناص من إيجاد حل ٍ لها .. ! ، ولو كلفه الأمر أن يتجرع العلقم .. ! .. وبـ فطنة ونباهة ٍ عاليتين رأى أن جدلية الكاوبوي سرمدية مالم يحدث الله أمرا ً .. ! .. فـ اتجه لـ تدعيم الفريق الشاب بـ المواهب الفذة الغائبة عن أعين الآخرين ، وبدأ رحلة النهوض المرحلي حبا ً في هذا النادي وجمهوره الأصيل . وبـ نبل الفرسان النابذين لـ بريق الذات .. أخذ على عاتقة رفد النجم تلو الآخر حتى يرد دين الحب الذي ترتب عليه من هذه الجماهير الأسطورية ، ويحقق لهم مايتطلعون إليه من أحلام حتما ً سـ ترى النور إما في زمنه أو زمن من يأتي بعده ، وهو بـ هذا الأمر يسدد فاتورة الحب بـ بطاقة سحب الصبر .. ! . وهو الذي في غنى عن هذا المرار كله إذا مارأينا العروض التي تغويه بـ المال الطاغي من أندية عيون المال كـ الريال والإنتر والبايرن والبارسا . لكنه الحب والوفاء والإخلاص والصدق في العمل والرسالة .. ! .
هذا المناضل الهادىء أراه كـ اسطورة يفوق ويتجاوز بـ مراحل كبيرة " تشي غيفارا " اسطورة النضال اللاتيني .. ! ، ولا أبالغ في ذلك فـ غيفارا عندما رحل لـ النضال في أفريقيا / الكونجو فشل سريعا ً ولم يقنع أهلها بـ أهدافه واطروحاته وفر إلى دياره .. ! . تختلف الآلية بينهما لكنهما يتفقان في النضال .. فـ رافا ناضل ويناضل ولايزال .. ! ، وهو الذي حارب الدنيا من أجل ليفربول ، وليفربول منذ أن نشأ وهو يحارب الدنيا بـ وتيرة ترتفع كلما تقادمت السنون .. ! .. ولا يساورني شكا ً أن هذا الزمن الذي يحارب به رافا بلغ ذروته من القسوة والشراسة .. ! ، ولم ولن يمر على من سـ يأتي من عمر ليفربول القادم مثيلا ً له .. ! . لـ ذلك كان رافا اسطورة نضال لن تتكرر وسـ يخلدها تاريخ الحمر والمناضلين .. ! . ليس بـ وسعنا سوى الصبر اسوة ً بـ تكنيك دكتورنا بينيتيز .. ! . لـ ننتظر ونرى لعلنا نرى ليفربول يتنفس تنفسا ً طبيعيا ً بـ رئتين صحيحتين ، وينتهي زمن الفتح الرغامي والتنفس عبر أنبوب يمر من خلاله فريقنا زحفا ً وآمالنا وأحلامنا قهرا .. ! . ولعل لـ وجودنا في التشامبيونزليغ القادم بعض عزاء عن موسم تكالبت به الظروف وكشرت عن أنياب حادة أوغلت في تمزيق جسد ليفربول وكادت أن تودي به لولا أن قيض الله هذا الفيلسوف الذي انتزع الأنياب وحطمها على صخرة صبره العظيمة وحنكته الممتدة وبصيرته النافذة .. ! . إنتهى الموسم بـ النسبة لنا نحن عشاق ملوك أوروبا والحمد لله على كل حال .. ! . والصبر وإن طال سـ يكون له فرجا ً تطغى حلاوته على ذاكرة المرار لـ يستحيل المشهد .. شهدا ً في روح كل ليفربولي أصيل . يعيش ليفربول ويعيشون عشاقه بـ الظفر والعزة ِ والسؤدد .. ! .
