سريعا إنخرط في الأجواء، فارضا رسميته كلاعب لانزاع ولا جدال بخصوص موقعه كساحر اللحظة، وفنان الحسم النهائي بطابع اللمسة الصاعقة لطموحات الخصم والمنافس·· عبد الرحمان لمساسي، صفقة الصيف الملتهبة للجيش عنصر إستطاع أن يخلق الحدث أولا بما أفرزه من سجال وجذب بين الوداد والعساكر قصد ضمه، وثانيا باعتباره بات صاحب الحلول لحظة الإستعصاء، تفاجأ الكثيرون لخروجه من حسابات فتحي جمال قبل أن يضمه بإستحقاق للائحة المحليين، حيث اعتبر توقيت الدعوة مثاليا، وثنائية الجيش حلما، والإحتراف مطمحا، ومديح مثالا للإسنانية والطيبة·· تابعوا··
سؤال : تلقيت الدعوة متأخرا للحاق بالمنتخب المحلي، هل تعتبر الخطوة مكافأة لك على جهودك أو أنها اعتراف بالتألق؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لا يهم التفسير كما لا يهم الخوض في جزئيات تحليل الطبيعة التي أملتها، ما يهم أنها جاءت في الوقت المناسب الذي يدشن ويؤرخ لفترة تألق نعيشها كمجموعة (الجيش الملكي)، وتشرح بإختصار أن لكل مجتهد نصيب كما يقولون، كنت أتوقع خطوة ومبادرة كهته بين اللحظة والحين، لم أستعجل بلوغها، كما لم ألح في طلبها، وأدرت ظهري لكل النقاش الذي دار بشأنها وحين وصلتني سعدت بها كثيرا··
سؤال : لكن كثيرون هم النقاد أو المتتبعون لمسارك ظلوا يصرون على أن إستحقاقك لمكانتك ضمن التشكيل المحلي موجود، بغض النظر عن ما كنت تشعر به أنت؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: قد يكون هذا مندرج ضمن إختصاصكم وطبيعة عملكم من خلال عملية التتبع ورصد الجديد، لكن بالنسبة لي كلاعب، كنت مصرا على التعاطي الإيجابي والحذر مع الموضوع، لأن أي خطأ أو انفعال أو تسرع على مستوى إصدار الأحكام والإستعجال في طرحها قد لا يكون اختيارا سليما، لذلك كنت يقظا ومؤقتا في الوقت نفسه أن المدرب فتحي جمال بحكم موضوعيته سوف ينصف جهودي بكل تأكيد، المهم أن الدعوة جاءت كما قلت لك في الوقت المناسب·
سؤال : أراك تلح وتجدد التأكيد على كلمة الوقت المناسب في ردك على الأسئلة، هل الأمر مرتبط بسر معين؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: سر، لا يوجد سر، كل ما هنالك أن التوقيت يخص ركوننا داخل نوادينا لبعض الراحة قصد إلتقاط الأنفاس، وأيضا لأني أحس أني بلغت النضج الكامل والكافي الذي سيجعلني أحافظ على إستمرارية حضوري رفقة المنتخب، هذا ملخص الحكاية·
سؤال: يجرني هذا للحديث معك عن فترات متقطعة زكاها حضورك رفقة المنتخب الأولمبي رغم أنك كنت دعامة لمنتخب الشبان، فجاءت القطيعة، الشيء الذي فتح باب الشائعات وأمورا أخرى للتأويل، أنت هنا للتوضيح؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: فعلا لقد تدرجت عبر مختلف الفئات القاعدية التي تخص المنتخبات الوطنية، لا تنس شيئا هاما وهو أن اللاعب لا يبلغ النضج إلا بتعاقب المباريات ، خاصة إذا لم تكن هناك سياسة تكوين صحيحة وسليمة في الصغر، نحن هنا نعيش الممارسة الهاوية بغض النظر عن كل التحاليل وكل تطلعات المسؤولين التي لا يتم تفعيلها على أرض الواقع، مسألة أخرى وهي أني لم أكن ألعب في نفس فريقي الحالي (الجيش) المحافظ على استقراره وتألقه، برغم كل الحب والتقدير الذي أخص به المغرب الفاسي، إلا أن مستواي ربما كان يتأثر بما كان يعيشه فريقي ومن تم غيابي عن المنتخب وعدم ضمان إستمراريتي·
سؤال: أنت حاليا فرد من المنادى عليهم لمباراة الجزائر، كيف تنظر للنزال في شقه الثاني بعدما غبت عن الأول بالقليعة؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: حتى ولو لم أكن حاضرا، فقد تابعت المباراة عبر الشاشة، لا يعجبني ما ذهب إليه البعض من أن الأمور شبه محسومة، لأن كرة القدم أعطتنا الدليل كم مرة على أنها لا منطق لها، وبالتالي فإن الفيصل الحقيقي والحسم هو الذي سيكون بفاس، أعتقد أن المواجهات المتعاقبة والمتكررة بين الكرتين المغربية والجزائرية ستجعلنا نعيش مباراة مختلفة عن تلك التي شاهدناها ذهابا·
سؤال : إذن أنت لا ترى بأن الأفضلية هي بجانب المنتخب الوطني على ضوء ما أنجزه ذهابا، بمعنى أنك تترك باب المفاجأة ممكنة لكننا لا نتمناها؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: ليس للأمر ارتباط بما أتمناه أنا أو أنت أو بقية الجمهور، الأمر مرتبط بمجال لا يعترف إلا بالجهد، لذلك قلت لا شيء حسم بعد·
سؤال : بهذا تكون كمن يزرع بعض الشك أو أنك متخوف من شيء ما، هل تعتبر مباراة سطيف بالوداد وما جرى ذهابا بالقليعة قد يكون لهما دور في جعلنا نشاهد مباراة بتوابل أخرى بفاس؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لا أريد أن أسبق الأحداث، وحذاري من أن نحمل المباراة أكثر مما تحتمله حتى لا نرفع درجة الضغط عاليا، ما قصدته أنا هو أن نحافظ على هدوئنا وتركيزنا وأن لا نغتر بما أنجزناه·
سؤال: ما رأيك في مبادرة الإتحاد الإفريقي بتخصيص كأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بوصفي واحد من المنتمين لهذه الفئة التي أسميها بالمقهورة مع كامل التحفظ على هذا الوصف، فإني سعيد جدا بها، سواء شملتني الدعوة أم لا، وسواء تأهلنا لكوت ديفوار أم لم نتأهل، لأنها جاءت لتجعل هؤلاء في دائرة الضوء، والأنظار ستسلط عليهم، كما أنها فرصة ذهبية للجميع من أجل تسويق إسمه قصد بلوغ الحلم الذي يتطلع له كل لاعب هاو، ألا وهو الإحتراف بكل تأكيد·
سؤال : لنأت الآن لعبد الرحمن لمساسي لاعب الجيش الملكي، كيف قبلت الإنضمام لهذا الفريق بعد أن كنت مرشحا مرة للإحتراف ومرة أخرى للإلتحاق بالوداد؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: الأمر مرتبط بما نسميه القدر والنصيب وما يدخل في خانة > المكتاب< كما نقول، فعلا بعد أن كان الفريق الفاسي (الماص) ينوي تغيير إستراتيجيته وسرح ما يقرب 16 لاعبا مطلع هذه السنة، فلقد كنت أنوي بكل تأكيد أن أحلق بأجنحتي عاليا صوب الإحتراف، ما حدث خلال فترة الإنتقالات الصيفية هو أني أصبت بنوع من الإرتباك الناتج عن كثرة الضغط الذي عشته بفعل العروض التي توصلت بها، صحيح أن الوداد كان جادا في طلبي لكني اخترت الجيش ولست نادما على هذا الإختيار، لأنه لبى كثيرا من طموحاتي، لا أقصد المادية فحسب، وإنما الأهداف المسطرة والوضوح في تحديدها، لذلك قبلت على مضض وجئت وكلي يقين بأني في بداية رسم صورة أخرى في مساري الكروي عنوانها التألق·
سؤال : كيف شعرت وأنت المنضم حديثا للجيش بأول تتويج لك في مسيرتك خلال مباراة نهاية كأس العرش ضد الرشاد البرنوصي بفاس تحديدا؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: هذا هو ما جعلني أقول لك أن انضمامي للجيش كان ترجمة لطموحاتي السابقة بتذوق حلاوة التتويج والألقاب، والجيش أكثر من يجيد هذا المطمح، لقد كان إحساسا رائعا وأنا أضع في خانتي أول وشاح ذهبي·
سؤال : ألم تتخوف من أنك قد تصبح زبونا دائما لدكة البدلاء، وقد تعجز عن التفوق والتوفيق كأساسي بفعل كثرة الأسماء المسماة النجوم؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بطبيعتي فأنا عاشق للتحدي ولركوب المغامرة، وقطعا من تكون خصاله وصفاته من هذا النوع فإن الخوف لا يركبه وهذا ما كان·
سؤال : لكن رغم كل هذا فبدياتك لم تأت بمثل التوهج الذي تبصم عليه في نهاية الموسم الحالي، هل هو الإستئناس والدخول في الأجواء؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: هما معا، أو لنقل طرد الخجل وفهم طبيعة وفلسفة النادي·
سؤال : هل وجدت ترحابا من رفاقك الحاليين وعلى رأسهم مصطفى العلاوي زميل الأمس بحضن الفريق الأم الماص؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: فعلا، وهذه فرصة لأقول ودون خلفيات تذكر ألف شكر لكل لاعب عسكري على دعمه للاعب قادم من أجواء جديدة ومن فريق آخر، وهنا أيضا دعني أوضح شيئا هاما وهو أن هناك اختلاف بين ما تسمعه وما تشاهده، لأنه ما عشته رفقة هؤلاء العناصر والإلتحام والأخوة الحاصلة بيننا خاصة أخي العلاوي جعلني أشعر أني أحسنت الإختيار·
سؤال : أنتم حاليا أصحاب صدارة في الترتيب ووضعكم جيد للغاية لضمان اللقب، وضمنتم بطاقة نصف نهاية كأس العرش، هل هذا معناه أنكم تشقون طريقكم صوب ثنائية تاريخية؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: من موقعي الشخصي لو أمكنني الفوز بهذه الثنائية سأكون كمن يعيش الأحلام الوردية بكل تأكيد، لأنه تحصيل ثلاثة ألقاب في سنة واحدة أمر لا يحدث كل مرة ولأي كان، هذا ما أتمناه، وأظننا مؤهلون لبلوغ، بل سنناضل لأجله··
سؤال : ومع ذلك فالأمور لم تكن كلها حسنة وأيامكم كلها عسل كما يقولون، لقد عشتم أوضاعا وتجارب صعبة، كيف تغلبتم عليها؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: هذه هي طبيعة وفلسفة النوادي الكبرى المحترفة، وأظن أن مسؤولي الجيش يستحقون أن ترفع لهم القبعة لأنهم أعطوا دروسا في طريقة التدبير، وذلك من خلال حفاظهم على مدربهم واستقرار المجموعة برغم كل شيء، وهنا يبرز الفرق·
سؤال : تجرني هنا لأتحدث معك على المدرب مصطفى مديح الذي كان مستهدفا خلال فترة من الفترات، ما سر الحركة التي قمت بها خلال لقاء أولمبيك خريبكة صوب الجمهور؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لقد كنت منفعلا، لم أكن مبرمجا لهذه الحركة، ما حدث هو أن المدرب مصطفى مديح الذي أعرفه جيدا أعطى الدليل على حسه الإنساني أكثر من مرة، إنه يتجرد من صفة المدرب ليصبح قريبا من الجميع، يصغي ويسمع إليهم، إنه باختصار نموذج للإنسان المتواضع، وحركتي كنت أقول من خلالها للجمهور العسكري الكبير والعاشق لفريقه المخلص تحديدا أن هذا الإنسان (مديح) هو صانع إنجازات هذا الفريق الأول والأخير·
سؤال : لاحظنا اختلاف بين التوظيف الذي عشته رفقة الماص والذي شغلته رفقة الأولمبيين والشبان كظهير أيسر، وأصبحت داخل الجيش صانع ألعاب أول و>الباطرون< مع الراقي، هل أنت مرتاح للمركز الحالي؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بكل تأكيد، لقد وجدت ضالتي في مركز القائد، صاحب اللمسة الساحرة على غرار الدور الذي يلعبه غوتي بالريال أمام ديارا أو كاكو، فمثلا مع الجيش ألعب مرتاحا وأحس أن ظهري محميا بوجود الراقي مع البصري أو غيرهما، وهذا الدور راقني كثيرا·
سؤال : هل تعلم أنه قد يأتي يوما وتوضع فيه في المقاربة مع كبار وعظماء الجيش الذين طبعوا مسيرته في نفس المركز (التيمومي) مثلا وحتى التهامي؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: تسرني هذه المقارنة، لكن مع إحترامي الكامل لهؤلاء ويقيني بحدود مؤهلاتي أظنهم من الزمرد النادر الذي لا يعوض·
سؤال : هل لازال في القلب مكان لنمور وكناري فاس؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بطبيعة الحال وإن كنت لا أتفهم قولة وما الحب إلا للحبيب الأول، إن حبي للماص كبير وهذا صحيح، لكن يوما بعد يوم أصبح حبي يكبر للجيش·
سؤال : هل تعتقد أنه سيكون متاحا يوما أمامك العودة للماص، أو أنك قد تغادر الجيش لنادي سيقدر جهودك بالبطولة؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: عودتي للماص؟ لم لا؟ أظن أنه لو كتب لي أن أنهي مساري هناك سأكون سعيدا، لكن لو فكر الجيش في تركي فإني أفضل الإحتراف، لأني لا أرى نفسي بغير ألوانه·
سؤال : أشخاص أثروا في المساسي وجعلوه يضاعف عشقه لكرة القدم ويفكر في الإستمرار لاعبا وممارسا؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لقد عايشت المسير المرجعي لمرنيسي، لكن ما قدمه لي شخص بكامل الإمتنان والطيبة هو سعد أقصبي الذي أعتبره والدي وأكثر يفوق كل الوصف، إنه الشخص الذي أنا مدين له بالكثير·
سؤال : كسؤال أخيرا، ستلعب بفاس هذه المرة ضد الجزائر مرة أخرى، أي نداء توجهه للجماهير الفاسية والمغربية بشكل عام؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: كلما حللت بفاس إلا وسعدت وعشت نوسطالجيا الفترات المضيئة، وبداياتي، مسألة أخرى فأنا أتفاءل كثيرا باللعب بفاس، وصدقني إذا قلت لك أن هذا المركب يفتح شهية الإبداع، ما أتمناه هو أن تحضر الجماهير لمؤازرة لاعبي البطولة، لأنها مباراة هامة ومميزة، وما نتمناه هو أن نتأهل للدور القادم إن شاء الله، بحكم الفرديات وجماعيا نحن الأفضل، لكن الخصم ليس لديه ما يخسره، فقط التوفيق والحظ أتمناه أن يكون حليفا لنا·
بطاقة نجم
الإسم الكامل: عبد الرحمان لمساسي
تاريخ الإزدياد: 24/03/1985
مكان الإزدياد: فاس
الطول: 1.84
الوزن: 78 كلغ
عدد مبارياته الدولية: (7 مباريات مع الأولمبي و9 مع الشبان)
فريقه الحالي: الجيش الملكي
ناديه السابق: المغرب الفاسي
عدد أهدافه بالبطولة: 3 أهداف
قيمة إنتقاله الحالي: 140 مليون سنتيم
سؤال : تلقيت الدعوة متأخرا للحاق بالمنتخب المحلي، هل تعتبر الخطوة مكافأة لك على جهودك أو أنها اعتراف بالتألق؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لا يهم التفسير كما لا يهم الخوض في جزئيات تحليل الطبيعة التي أملتها، ما يهم أنها جاءت في الوقت المناسب الذي يدشن ويؤرخ لفترة تألق نعيشها كمجموعة (الجيش الملكي)، وتشرح بإختصار أن لكل مجتهد نصيب كما يقولون، كنت أتوقع خطوة ومبادرة كهته بين اللحظة والحين، لم أستعجل بلوغها، كما لم ألح في طلبها، وأدرت ظهري لكل النقاش الذي دار بشأنها وحين وصلتني سعدت بها كثيرا··
سؤال : لكن كثيرون هم النقاد أو المتتبعون لمسارك ظلوا يصرون على أن إستحقاقك لمكانتك ضمن التشكيل المحلي موجود، بغض النظر عن ما كنت تشعر به أنت؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: قد يكون هذا مندرج ضمن إختصاصكم وطبيعة عملكم من خلال عملية التتبع ورصد الجديد، لكن بالنسبة لي كلاعب، كنت مصرا على التعاطي الإيجابي والحذر مع الموضوع، لأن أي خطأ أو انفعال أو تسرع على مستوى إصدار الأحكام والإستعجال في طرحها قد لا يكون اختيارا سليما، لذلك كنت يقظا ومؤقتا في الوقت نفسه أن المدرب فتحي جمال بحكم موضوعيته سوف ينصف جهودي بكل تأكيد، المهم أن الدعوة جاءت كما قلت لك في الوقت المناسب·
سؤال : أراك تلح وتجدد التأكيد على كلمة الوقت المناسب في ردك على الأسئلة، هل الأمر مرتبط بسر معين؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: سر، لا يوجد سر، كل ما هنالك أن التوقيت يخص ركوننا داخل نوادينا لبعض الراحة قصد إلتقاط الأنفاس، وأيضا لأني أحس أني بلغت النضج الكامل والكافي الذي سيجعلني أحافظ على إستمرارية حضوري رفقة المنتخب، هذا ملخص الحكاية·
سؤال: يجرني هذا للحديث معك عن فترات متقطعة زكاها حضورك رفقة المنتخب الأولمبي رغم أنك كنت دعامة لمنتخب الشبان، فجاءت القطيعة، الشيء الذي فتح باب الشائعات وأمورا أخرى للتأويل، أنت هنا للتوضيح؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: فعلا لقد تدرجت عبر مختلف الفئات القاعدية التي تخص المنتخبات الوطنية، لا تنس شيئا هاما وهو أن اللاعب لا يبلغ النضج إلا بتعاقب المباريات ، خاصة إذا لم تكن هناك سياسة تكوين صحيحة وسليمة في الصغر، نحن هنا نعيش الممارسة الهاوية بغض النظر عن كل التحاليل وكل تطلعات المسؤولين التي لا يتم تفعيلها على أرض الواقع، مسألة أخرى وهي أني لم أكن ألعب في نفس فريقي الحالي (الجيش) المحافظ على استقراره وتألقه، برغم كل الحب والتقدير الذي أخص به المغرب الفاسي، إلا أن مستواي ربما كان يتأثر بما كان يعيشه فريقي ومن تم غيابي عن المنتخب وعدم ضمان إستمراريتي·
سؤال: أنت حاليا فرد من المنادى عليهم لمباراة الجزائر، كيف تنظر للنزال في شقه الثاني بعدما غبت عن الأول بالقليعة؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: حتى ولو لم أكن حاضرا، فقد تابعت المباراة عبر الشاشة، لا يعجبني ما ذهب إليه البعض من أن الأمور شبه محسومة، لأن كرة القدم أعطتنا الدليل كم مرة على أنها لا منطق لها، وبالتالي فإن الفيصل الحقيقي والحسم هو الذي سيكون بفاس، أعتقد أن المواجهات المتعاقبة والمتكررة بين الكرتين المغربية والجزائرية ستجعلنا نعيش مباراة مختلفة عن تلك التي شاهدناها ذهابا·
سؤال : إذن أنت لا ترى بأن الأفضلية هي بجانب المنتخب الوطني على ضوء ما أنجزه ذهابا، بمعنى أنك تترك باب المفاجأة ممكنة لكننا لا نتمناها؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: ليس للأمر ارتباط بما أتمناه أنا أو أنت أو بقية الجمهور، الأمر مرتبط بمجال لا يعترف إلا بالجهد، لذلك قلت لا شيء حسم بعد·
سؤال : بهذا تكون كمن يزرع بعض الشك أو أنك متخوف من شيء ما، هل تعتبر مباراة سطيف بالوداد وما جرى ذهابا بالقليعة قد يكون لهما دور في جعلنا نشاهد مباراة بتوابل أخرى بفاس؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لا أريد أن أسبق الأحداث، وحذاري من أن نحمل المباراة أكثر مما تحتمله حتى لا نرفع درجة الضغط عاليا، ما قصدته أنا هو أن نحافظ على هدوئنا وتركيزنا وأن لا نغتر بما أنجزناه·
سؤال: ما رأيك في مبادرة الإتحاد الإفريقي بتخصيص كأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بوصفي واحد من المنتمين لهذه الفئة التي أسميها بالمقهورة مع كامل التحفظ على هذا الوصف، فإني سعيد جدا بها، سواء شملتني الدعوة أم لا، وسواء تأهلنا لكوت ديفوار أم لم نتأهل، لأنها جاءت لتجعل هؤلاء في دائرة الضوء، والأنظار ستسلط عليهم، كما أنها فرصة ذهبية للجميع من أجل تسويق إسمه قصد بلوغ الحلم الذي يتطلع له كل لاعب هاو، ألا وهو الإحتراف بكل تأكيد·
سؤال : لنأت الآن لعبد الرحمن لمساسي لاعب الجيش الملكي، كيف قبلت الإنضمام لهذا الفريق بعد أن كنت مرشحا مرة للإحتراف ومرة أخرى للإلتحاق بالوداد؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: الأمر مرتبط بما نسميه القدر والنصيب وما يدخل في خانة > المكتاب< كما نقول، فعلا بعد أن كان الفريق الفاسي (الماص) ينوي تغيير إستراتيجيته وسرح ما يقرب 16 لاعبا مطلع هذه السنة، فلقد كنت أنوي بكل تأكيد أن أحلق بأجنحتي عاليا صوب الإحتراف، ما حدث خلال فترة الإنتقالات الصيفية هو أني أصبت بنوع من الإرتباك الناتج عن كثرة الضغط الذي عشته بفعل العروض التي توصلت بها، صحيح أن الوداد كان جادا في طلبي لكني اخترت الجيش ولست نادما على هذا الإختيار، لأنه لبى كثيرا من طموحاتي، لا أقصد المادية فحسب، وإنما الأهداف المسطرة والوضوح في تحديدها، لذلك قبلت على مضض وجئت وكلي يقين بأني في بداية رسم صورة أخرى في مساري الكروي عنوانها التألق·
سؤال : كيف شعرت وأنت المنضم حديثا للجيش بأول تتويج لك في مسيرتك خلال مباراة نهاية كأس العرش ضد الرشاد البرنوصي بفاس تحديدا؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: هذا هو ما جعلني أقول لك أن انضمامي للجيش كان ترجمة لطموحاتي السابقة بتذوق حلاوة التتويج والألقاب، والجيش أكثر من يجيد هذا المطمح، لقد كان إحساسا رائعا وأنا أضع في خانتي أول وشاح ذهبي·
سؤال : ألم تتخوف من أنك قد تصبح زبونا دائما لدكة البدلاء، وقد تعجز عن التفوق والتوفيق كأساسي بفعل كثرة الأسماء المسماة النجوم؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بطبيعتي فأنا عاشق للتحدي ولركوب المغامرة، وقطعا من تكون خصاله وصفاته من هذا النوع فإن الخوف لا يركبه وهذا ما كان·
سؤال : لكن رغم كل هذا فبدياتك لم تأت بمثل التوهج الذي تبصم عليه في نهاية الموسم الحالي، هل هو الإستئناس والدخول في الأجواء؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: هما معا، أو لنقل طرد الخجل وفهم طبيعة وفلسفة النادي·
سؤال : هل وجدت ترحابا من رفاقك الحاليين وعلى رأسهم مصطفى العلاوي زميل الأمس بحضن الفريق الأم الماص؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: فعلا، وهذه فرصة لأقول ودون خلفيات تذكر ألف شكر لكل لاعب عسكري على دعمه للاعب قادم من أجواء جديدة ومن فريق آخر، وهنا أيضا دعني أوضح شيئا هاما وهو أن هناك اختلاف بين ما تسمعه وما تشاهده، لأنه ما عشته رفقة هؤلاء العناصر والإلتحام والأخوة الحاصلة بيننا خاصة أخي العلاوي جعلني أشعر أني أحسنت الإختيار·
سؤال : أنتم حاليا أصحاب صدارة في الترتيب ووضعكم جيد للغاية لضمان اللقب، وضمنتم بطاقة نصف نهاية كأس العرش، هل هذا معناه أنكم تشقون طريقكم صوب ثنائية تاريخية؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: من موقعي الشخصي لو أمكنني الفوز بهذه الثنائية سأكون كمن يعيش الأحلام الوردية بكل تأكيد، لأنه تحصيل ثلاثة ألقاب في سنة واحدة أمر لا يحدث كل مرة ولأي كان، هذا ما أتمناه، وأظننا مؤهلون لبلوغ، بل سنناضل لأجله··
سؤال : ومع ذلك فالأمور لم تكن كلها حسنة وأيامكم كلها عسل كما يقولون، لقد عشتم أوضاعا وتجارب صعبة، كيف تغلبتم عليها؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: هذه هي طبيعة وفلسفة النوادي الكبرى المحترفة، وأظن أن مسؤولي الجيش يستحقون أن ترفع لهم القبعة لأنهم أعطوا دروسا في طريقة التدبير، وذلك من خلال حفاظهم على مدربهم واستقرار المجموعة برغم كل شيء، وهنا يبرز الفرق·
سؤال : تجرني هنا لأتحدث معك على المدرب مصطفى مديح الذي كان مستهدفا خلال فترة من الفترات، ما سر الحركة التي قمت بها خلال لقاء أولمبيك خريبكة صوب الجمهور؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لقد كنت منفعلا، لم أكن مبرمجا لهذه الحركة، ما حدث هو أن المدرب مصطفى مديح الذي أعرفه جيدا أعطى الدليل على حسه الإنساني أكثر من مرة، إنه يتجرد من صفة المدرب ليصبح قريبا من الجميع، يصغي ويسمع إليهم، إنه باختصار نموذج للإنسان المتواضع، وحركتي كنت أقول من خلالها للجمهور العسكري الكبير والعاشق لفريقه المخلص تحديدا أن هذا الإنسان (مديح) هو صانع إنجازات هذا الفريق الأول والأخير·
سؤال : لاحظنا اختلاف بين التوظيف الذي عشته رفقة الماص والذي شغلته رفقة الأولمبيين والشبان كظهير أيسر، وأصبحت داخل الجيش صانع ألعاب أول و>الباطرون< مع الراقي، هل أنت مرتاح للمركز الحالي؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بكل تأكيد، لقد وجدت ضالتي في مركز القائد، صاحب اللمسة الساحرة على غرار الدور الذي يلعبه غوتي بالريال أمام ديارا أو كاكو، فمثلا مع الجيش ألعب مرتاحا وأحس أن ظهري محميا بوجود الراقي مع البصري أو غيرهما، وهذا الدور راقني كثيرا·
سؤال : هل تعلم أنه قد يأتي يوما وتوضع فيه في المقاربة مع كبار وعظماء الجيش الذين طبعوا مسيرته في نفس المركز (التيمومي) مثلا وحتى التهامي؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: تسرني هذه المقارنة، لكن مع إحترامي الكامل لهؤلاء ويقيني بحدود مؤهلاتي أظنهم من الزمرد النادر الذي لا يعوض·
سؤال : هل لازال في القلب مكان لنمور وكناري فاس؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: بطبيعة الحال وإن كنت لا أتفهم قولة وما الحب إلا للحبيب الأول، إن حبي للماص كبير وهذا صحيح، لكن يوما بعد يوم أصبح حبي يكبر للجيش·
سؤال : هل تعتقد أنه سيكون متاحا يوما أمامك العودة للماص، أو أنك قد تغادر الجيش لنادي سيقدر جهودك بالبطولة؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: عودتي للماص؟ لم لا؟ أظن أنه لو كتب لي أن أنهي مساري هناك سأكون سعيدا، لكن لو فكر الجيش في تركي فإني أفضل الإحتراف، لأني لا أرى نفسي بغير ألوانه·
سؤال : أشخاص أثروا في المساسي وجعلوه يضاعف عشقه لكرة القدم ويفكر في الإستمرار لاعبا وممارسا؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: لقد عايشت المسير المرجعي لمرنيسي، لكن ما قدمه لي شخص بكامل الإمتنان والطيبة هو سعد أقصبي الذي أعتبره والدي وأكثر يفوق كل الوصف، إنه الشخص الذي أنا مدين له بالكثير·
سؤال : كسؤال أخيرا، ستلعب بفاس هذه المرة ضد الجزائر مرة أخرى، أي نداء توجهه للجماهير الفاسية والمغربية بشكل عام؟
ـ عبد الرحمن لمساسي: كلما حللت بفاس إلا وسعدت وعشت نوسطالجيا الفترات المضيئة، وبداياتي، مسألة أخرى فأنا أتفاءل كثيرا باللعب بفاس، وصدقني إذا قلت لك أن هذا المركب يفتح شهية الإبداع، ما أتمناه هو أن تحضر الجماهير لمؤازرة لاعبي البطولة، لأنها مباراة هامة ومميزة، وما نتمناه هو أن نتأهل للدور القادم إن شاء الله، بحكم الفرديات وجماعيا نحن الأفضل، لكن الخصم ليس لديه ما يخسره، فقط التوفيق والحظ أتمناه أن يكون حليفا لنا·
بطاقة نجم
الإسم الكامل: عبد الرحمان لمساسي
تاريخ الإزدياد: 24/03/1985
مكان الإزدياد: فاس
الطول: 1.84
الوزن: 78 كلغ
عدد مبارياته الدولية: (7 مباريات مع الأولمبي و9 مع الشبان)
فريقه الحالي: الجيش الملكي
ناديه السابق: المغرب الفاسي
عدد أهدافه بالبطولة: 3 أهداف
قيمة إنتقاله الحالي: 140 مليون سنتيم